معهد يوحنا الحبيب خرّج دفعة جديدة من طلاب اللاهوت برعاية المطران ابراهيم
معهد يوحنا الحبيب خرّج دفعة جديدة من طلاب اللاهوت برعاية المطران ابراهيم
احتفل معهد يوحنا الحبيب لدراسة اللاهوت بتخريج دفعة جديدة من طلابه الذين انهوا سنواتهم الثالثة والرابعة، في حفل اقيم في مقام سيدة زحلة والبقاع برعاية وحضور رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم.
حضر الإحتفال رئيس دير مار انطونيوس الكبير الأب جوزف شربل، اساتذة المعهد وأهالي الخريجين.
بدأ الإحتفال مع دخول الخريجين حاملين الشموع ومن ثم ترنيمة ” ايها الملك السماوي”، بعدها كانت كلمة مدير المعهد الأرشمندريت الدكتور ايلي بو شعيا الذي هنأ الخريجين وشكر المطران ابراهيم على رعايته الدائمة للمعهد والطلاب، ومما قال :
” سيادة المطران إبراهيم مخايل إبراهيم الكلي الوقار
انتم الراعي الأول لمعهد اللاهوت في زحلة ، تطالعنا يوميا بأفكار لاهوتية عميقة معاصرة مبنيّة على منابع شخصيتكم وعلى دراساتكم في الفلسفة واللاهوت خصوصا اللاهوت الأخلاقي الذي حصلتم فيه على درجة الماجستير من جامعة اللاتران الحبرية في روما.
فور وصولك إلى سيدة النجاة قلت لها :” اقدم لكِ عمري وما بقي منه بكل مواهبي المتواضعة وطاقاتي ” ونحن نستمد من صلاتكم ومن انجازاتكم التفاؤل والنجاح .
إن خبرة طلاب معهد اللاهوت دعتني إلى أن اطلق عليهم : “عائلة المعهد اللاهوتي” لأنهم يعيشون وصية يسوع : ” احبب قريبك كنفسك” فكل يوم سبت أشعر بأن العائلة التأمت بمحبةٍ وبكل فرح حول بعضهم مع اساتذتهم.
سيدنا، عادة الشكوى تأتي على الطلاب اما اليوم فالشكوى هي على الأساتذة:
الشكوى الأولى: الأساتذة لم يدرِّسوا تعاليم يسوع بل عاشوها مع الطلاب ومعاً عاشوها مع الله ، ومَن يعش مع الله لا يتوقف عن تطوير حياته وهذا التطوير الدائم الصعود يعطي قيمة لحياة الإنسان على الأرض ويدّخر كنوزاً لحياته في السماء
الشكوى الثانية : عاش أساتذة المعهد مكتفين بعبادة الله اما المال فتلمذوا بفرح بنذرٍ يسير منه . هذه رسالتنا .
وكانت كلمات للخريجين قدموا فيها شهادة حياة عن سنوات الدراسة وما اكتسبوه من وجودهم في المعهد.
المطران ابراهيم هنأ الخريجين بتخرجهم ودعاهم الى الحفاظ على ما تعلموه وتطويره في حياتهم اليومية في المجتمع ومما قال :
” هذا وقت مهم جداً ومبارك في حياة الخريجين والخريجات، واقول لهم اليوم سمعناكم وتعلّمنا منكم، احببناكم كما احبكم يسوع.
من بعد دراسة اللاهوت، اكتشفنا مع الوقت انه حياة، كما قال البعض، هو وقت يُعاش، هو عمل، هو بذل، هو تضحية، هو عطاء، هو محبة فعلية، هو انفتاح على الآخر، هو رفض للتعصب، هو اشياء كثيرة جداً. هو ايضاً سر من الأسرار العميقة التي يصعب على ألإنسان ان يكتشفها اذا لم يتأمل، فاللاهوت هو علم التأمل. ان نتأمل يعني ان نغلق اعيننا وان يركع القلب فينا. يقول احد الللاهوتيين العظماء في القرن العشرين هانس أورس فون بالتازار وهو لاهوتي سويسري ان اللاهوت ” يجب ان يدرّس على الركب” اي ركوعاً، لا بل اكثر من ذلك، انه اختبار صوفي، هو اختبار روحي عميق بمعنى انه علينا ان نرحل ابعد من الحرف، ابعد من الكلمة، ابعد من المعنى المقروء الى المعنى الموحى، الى المعنى الذي يحدثنا فيه الرب من قلبه الى قلبنا مباشرة، وهنا نبدأ نكتشف بأن هناك متناقضات، نحن نراها عكس ما تراها الحقيقة، على سبيل المثال لا الحصر.”
زاضاف” اللاهوت هو توقف عن التفكير، هو استراحة للعقل، هو عمل للروح، في بعض الأوقات علينا اراحة عقلنا لكي لا يأخذنا حيث هو يرغب بل نأخذه نحن الى حيث نريد. اليوم وحدهم الذين يستطيعون ان يتلمسوا الحقائق والأسرار الإلهية الماورائية، من اختبارات شخصية بسيطة يستطيعون ان يتوصلوا الى هذه النتائج العميقة، ويعرفوا ان الأعجوبة الكبرى هي ان نفقد البصر احياناً، وهذا امر قد تتعجبون منه، انه في الإنجيل وفي الكتب المقدسة وفي الأديان السماوية، يسوع هو الشخص الوحيد الذي استطاع ان يعيد البصر الى العميان. لكن يسوع علّمنا ايضاً ان نقرأ في الظلمة وفي العتمة، ولو انه لا يريد ان يشككنا لما كان قال فقط ” انا نور العالم “، كان قال انا ظلمة العالم ايضاً، انا هذا النفق المظلم الذي تعبرون فيه نحو النور، اي ان التجارب الصعبة والآلام والمحن التي عاشتها بلادنا على مر سنوات طويلة ولربما عصور طويلة، علّمت الكثيرين ان يتقدسوا في العتمة، حتى ان الآباء القديسين في بداية الكنيسة صلّوا في العتمة واسموها الظلمة الإلهية التي يجب ان ينغمس فيها الإنسان ليصل الى النور، واليوم يقول لنا بعض العلماء ان كثرة النور تتحول الى ظلمة، والثقوب السوداء في الكون هي عبارة عن نور فائق الحد لا نستطيع ان نراه ونعتبره ظلمة، واحياناً النور الحقيقي يصبح عتمة بالنسبة لنا، واذا تعرّضنا الى نور قوي جداً علينا ان نضع حجاباً على اعيننا، وعندما ننظر الى كسوف الشمس علينان حماية اعيننا مع العلم ان النور يخف جداً.”
وتابع” لكي نصبح لاهوتيين علينا ان نقع عن ظهر حصاننا وان يكون هناك غشاوة على اعيننا، يجب ان نلتقي بحنانيا لكي بقوة يسوع يعود الينا البصر، والبصيرة قبل البصر لكي نصبح لاهوتيين. القديس بولس في هذه الرحلة البسيطة بين الوقوع عن حصانه ولقاء حنانيا، تحوّل من مضطهد للمسيحيين الى اكبر لاهوتي في المسيحية، والجميل في الموضوع انه عندما وقع عن حصانه وقع اعمى، واول اعجوبة قام بها مار بولس كانت مع ساحر اسمه عليم يعتبر انه باستطاعته رؤية ما لا يراه الناس، والأعجوبة كانت بأن أعماه مار بولس، افقده البصر وقال له ” ستكون اعمى الى حين” وعنما فتح عليم عينيه اصبح بجد عليماً.”
وختم سيادته ” مبروك التخرج، مبروك الإرادة العميقة بأن تغوصوا في التفتيش عن الحقيقة التي من الصعب ان نكتشفها بسهولة دون العبور في انفاق هذه الحياة وظلماتها الى حين نفتح اعيننا واياكم، بنعمة الله والروح القدس، ونصبح لاهوتيين.”
وكانت كلمات للأساتذة في المعهد جرى بعدها توزيع الشهادات على الخريجين.
والطلاب الذين انهوا دراسة ثلاث سنوات في المعهد هم جوزف طانوس قبلان، باسكال الياس حنينه، ريما ايلي رياشي، كريستال جورج ناصيف، إيلين جورج برهوش وغلوريا شوقي حريقه، اما الطلاب الذين انهوا دراسة اربع سنوات في المعهد هم : جوزف مراد شمعون، ماري جورج برهوش، ايلي جورج سعاده، منى نجيب عازار وأنطوان نظير المعلوف.