مؤتمر متعدد التخصصات لعلم الأورام في مستشفى تل شيحا
مؤتمر متعدد التخصصات لعلم الأورام في مستشفى تل شيحا
واطلاق صندوق “الدكتورة كلودين خوري” لمساعدة مرضى السرطان
بدعوة من مستشفى اوتيل ديو في بيروت ومستشفى تل شيحا وجمعية زحلة لرعاية مرضى السرطان (ZACC) وبتنظيم من الدكتور فادي الكرك والدكتور فادي عاصي، استضاف مستشفى تل شيحا مؤتمر متعدد التخصصات لعلم الأورام في البقاع بمشاركة عدد كبير من الأطباء الأخصائيين في علاج الأورام السرطانية، تشاركوا في آخر ما توصل اليه علاج الأورام، وتبادلوا الخبرات في ندوات امتدت طيلة يوم السبت 27 تموز 2024.
حضر الجلسة الإتتاحية للمؤتمر رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، رئيس مستشفى تل شيحا، سيادة المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، نقيب اطباء لبنان في بيروت ونائب رئيس مستشفى تل شيحا البروفسور يوسف بخاش، مدير عام مستشفى تل شيحا الدكتور مروان خاطر، عميد كلية الطب في الجامعة اليسوعية الدكتور ايلي نمر، مستشار وزير الصحة الدكتور بيار عنهوري، رؤساء الأقسام واطباء من مختلف المناطق اللبنانية.
وتخلل المؤتمر اطلاق صندوق “الدكتورة كلودين الخوري” لمساعدة مرضى السرطان، تخليداً لذكراها واستمراراً في عمل جمعية زحلة لرعاية مرضى السرطان التي اطلقتها مع زوجها الدكتور فادي الكرك.
بعد افتتاح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، كانت كلمة للنقيب بخاش رحب فيها بالحضور وقال :” لدينا جميعاً فكرة واحساس تجاه الدكتورة كلودين خوري، نذكرها دائماً في صلواتنا. نلتقي اليوم بمناسبة المؤتمر السنوي للأمراض السرطانية الذي ينظمه الدكتور فادي الكرك، وهذه السنة الثانية التي اشارك فيه في هذا المؤتمر، وانا بإسم النقابة وبإسم المجتمع الطبي وبإسم مستشفى تل شيحا اتوجه بالشكر الى الدكتور فادي على هذه المبادرة العلمية التي يشارك فيها مخبة من الوجوه الطبية في لبنان.”
واضاف” الذي يميّز هذا المؤتمر عن المؤتمرات السابقة انه سيخصص جلسة خاصة لمناقشة كيفية تنظيم او مقاربة الملفات والأشخاص الذين يعانون من امراض سرطانية في مستشفى كمستشفى تل شيحا بالتعاون مع مؤسسة استشفائية جامعية هي اوتيل ديو. وهذه مبادرة عملنا عليها منذ اكثر من سنة، واعتقد انه عبر هذا المؤتمر سنتوصل لوضع الخطوط العريضة والبدء بتطبيقها على ارض الواقع، وهذا امر مهم بالنسبة الى المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض والذين يتعالجون في هذا المستشفى في منطقة البقاع.”
وختم” الموضوع الثاني هو كيفية ادارة دراسات علمية وابحاث طبية على عدد كبير من المستشفيات والمرضى،وهذا امر مهم للغاية لأنه اذا نظرنا الى مستقبل الطب في اي دولة، فهو لا يتقدم الا عبر الأبحاث والدراسات. ان ما تقومون به اليوم بطريقة مباشرة وغير مباشرة يساهم في اعادة وضع لبنان على خارطة العلم والطب المحلية والإقليمية.”
المطران ابراهيم كانت له كلمة رحب فيها بالحضور متمنياص التوفيق للمؤتمر وجاء في كلمته:
” لم يحصل لي الشرف ان اتعرف عليكم واحداً واحداً لكن اعرف عن عملكم، واعتقد ان عمل الإنسان يعرّف عنه، وعملكم هو عمل انقاذي وشفائي بامتياز.
عادة، الأطباء الذين يحاولون المعالجة يسببون بعض الألم احياناً للمريض سواء عبر الحقن او غيرها من طرق المعالجة. الألم والجرح والتعب واحياناً اليأس هم جزء من الإستشفاء. في اللاهوت، الآباء القديسين في بداية الكنيسة خطرت لهم فكرة صوفية، فأوجدوا فكرة ” الظلمة الإلهية” حتى ان احد القديسين كتب كتاباً اسماه ” الضوء الداكن”، وهذا امر ينطبق على مرضى السرطان الذين يعبرون في نفق اسود مظلم، لكن هذه الظلمة الإلهية توصل المريض الروحي كما المريض الجسدي الى نور وبصيرة جديدة وفهم جديد لمعنى الحياة، واحيانا كثيرة لا تستطيعون انقاذ المرضى لكن هناك انقاذ من نوع آخر لأنه في ايماننا الموت ليس النهاية، الموت هو بداية. فالذي نعتبره نحن بأنه قدر اسود، هو بداية النور.”
واضاف ” الظلمة الإلهية هي اختبار انساني عميق،لأن الإنسان يقف امام محدودية العقل ومحدودية الإمكانيات، والأطباء يختبرون احياناً هذا الشعور القاسي بأنهم لم يستطيعوا انقاذ المريض. لدينا محدودية العقل والفهم ومحدودية الإمكانيات في السيطرة على المعابر السوداء او المعتمة في حياة الإنسان. انا اقول ان على الإنسان السعي، وليس للعقل طريقة للوصول دائماً الى السيطرة على الأمور، فمحدودية العقل هي جزء من طبيعتنا البشرية، لذلك اوجدوا هذا اللاهوت الصوفي الذي على اساسه رأى الإنسان محدوديته وقال انه لا يمكنه بالعقل ان يحتوي الأسرار الإلهية، اي معرفة الله. كيف نستطيع معرفة الله بعقلنا المحدود؟ واليوم هناك كتّاب يركزون على ضرورة ايقاف عمل العقل، وهذا الأمر اخذوه من الأديان السماوية ومن اختبارنا اللاهوت العميق الصوفي. وهذا الأمر يعرف ايضاً ب “قوة الآن” اي ان العقل لا يمتد الى الأمس ولا يمتد الى الغد، هو يعيش في اللحظة الحاضرة ، وهذا امر يعلّمنا بأننا لا نسيطر الا على اللحظة التي نعيش فيها، والباقي كلّه في يد أخرى، قديرة وغير محدودة.”
وتابع ” اشكركم على عملكم واطلب اليكم الا تخافوا من المقاييس المقلوبة او المعكوسة، لأنه احياناً في ايماننا نرى ان يسوع المسيح هو الوحيد الذي استطاع ان يرد البصر والنظر الى العميان. لكن من غريب الصدف انني قرأت مؤخراً ان مار بولس المضطهد للمسيحيين وقع عن صهوة حصانه، واحياناً كبرياءنا هو صهوة حصاننا ونعتقد اننا نلمك السيطرة على كل شيء، مار بولس وقع على طريق الشام اعمى ولم يستعد البصر الا امام انسان بسيط متواضع، مؤمن، اسمه حنانيا اعاد اليه البصر بقوة الله. ومن غريب الصدف ان اولى الأعاجيب التي قام بها مار بولس هي امام ساحر اسمه عليم، لكن في الواقع كان غشيماً ومحدوداً وجاهلاً، لذلك قال له مار بولس بأنه سيخسر بصره الى حين، وعندما استعاد البصر، استعاد البصيرة وصار انساناً فهيماً استحق معنى اسمه.”
وختم المطران ابراهيم ” نحن احياناً نسعى وراء اعجوبة تجعلنا نرى الحقيقة، نسيطر على التحديات الطبية التي تواجهنا، لكن هذا الطلب ليس دائماً علمياً ومنطقياً. احياناً عندما نخسر البصر نربح البصيرة ، علينا دائما الصلاة لكي نختبر الظلمة والعتمة، نقع عن صهوة حصاننا ونسلّم الأشياء الى القوة العليا، نقوم بما علينا ولا نيأس او نخاف ان نتابع في العمل العلمي والأبحاث العلمية بكل المعطيات التي بين يدينا، لأنها نعمة والباقي عل الله. ”
وانطلقت اعمال المؤتمر في ندوات طبية تطرقت الى احدث ما توصل اليه العلم في معالجة امراض السرطان. ومع اتتاح جلسات بعد الظهر، كانت وقفة خاصة مع الدكتور فادي الكرك تحدث فيها بشكل مؤثر عن غياب شريكة حياته الدكتورة كلودين الخوري في حادث مؤسف، كما تحدث عن عمل جمعية زحلة لرعاية مرضى السرطان (ZACC) التي اسساها سوياً، وعن ما انجزته هذه الجمعية منذ تأسيسها في مساعدة مرضى السرطان في زحلة. واعلن الدكتور الكرك عن اطلاق صندوق ” الدكتورة كلودين الخوري” تخليداً لذكراها واستكمالاً لما كانت تحب انجازه، ودعا المتمولين الى دعم الصندوق لمساعدة مرضى السرطان في زحلة والبقاع.
وشارك في اعمال المؤتمر كل من الأطباء : ليلى هاشمي، مخايل العسيس، سيمون صفير، كارولين جبور، نجاة ناصيف، البروفسور جورج ابي طايع، شادي واكد، السا معكرون، البروفسور ايلي نمر، البروفسور فادي فرحات، كليمان خوري، البروفسور مروان غصن، حسن كنعان، هامبيغ كوريه، حازم عاصي، فادي الكرك، بيتر عنهوري، مارتين ابي خليل، البروفسور جوزف قطّان، ربيع الشمّاعي، أسامة سفر، فادي عاصي، جورج هاشم، عماد هرموش، جوزف شبّين، مارسيل مسعود، علي منذر، غادة سيدي، ليال الحلبي، مارون صادق، زياد نغيوي، البروفسور فادي نصر، البروفسور جورج دبر، البروفسور موسى رياشي، نقولا معكرون وريشار خراط.