تكنولوجيا واقتصاد

«الإمارات لتموين الطائرات» تفتتح في دبي أكبر مزرعة رأسية في العالم

الشيخ أحمد بن سعيد: تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي يحظيان بالأولوية

    

  • “بستانِكَ” تكشفت النقاب عن مزرعتها البالغ مساحتها 330.000 قدم مربع وإجمالي الاستثمارات بها 40 مليون دولار
  •  تتيح “بستانِكَ” توفير 250 مليون ليتر من الماء سنوياً وستنتج أكثر من 1 مليون كيلوجرام من المنتجات الخالية من المُبيدات والمواد الكيميائية

دبي، الإمارات العربية المتحدة، 18 يوليو 2022–  أعلنت «الإمارات لتموين الطائرات»، إحدى أكبر مزودي تموين الطائرات في العالم، حيث تخدم عملياتها أكثر من 100 ناقلة، عن افتتاح أكبر مزرعة رأسية تعتمد على الزراعة المائية في العالم، وهي مزرعة «بستانِكَ»، التي أقيمت في دبي باستثمارات تبلغ قيمتها 40 مليون دولار.

وتُعد «بستانِكَ» أيضاً أول مزرعة رأسية تقيمها «الإمارات كروب وان»، وهي مشروع مُشترك بين «الإمارات لتموين الطائرات» وشركة «كروب وان»، الرائدة عالمياً في الزراعة الرأسية الداخلية المُعتمدة على التقنيات العالية.   

وتبلغ مساحة مزرعة «بستانِكَ»، التي أقيمت بالقرب من «مطار آل مكتوم الدولي» في «دبي وورلد سنترال» 330.000 قدم مربع، وهي مُجهّزة لإنتاج أكثر من 1.000.000 كيلو جرام من الأوراق الخضراء عالية الجودة سنوياً، كما تستهلك كمية مياه تقل بنسبة 95% عن كميات المياه التي تحتاجها الزراعة التقليدية. وتُنتج المزرعة في أي وقت ما يزيد عن 1 مليون نبات مُستزرع، ما يتيح لها إنتاج 3.000 كيلوجرام يومياً.    

وتمتاز مزرعة “بستانِكَ” بعناصر فريدة، كونها تستخدم في عملياتها التقنيات العالية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والوسائل المُتقدمة، كما يديرها فريق متكامل من المتخصصين ذوي المؤهلات والكفاءات العالية، بمن فيهم الخبراء الزراعيين، المهندسين، الأخصائيين في علوم البستنة، وعلماء النبات. وتعتمد المزرعة على دورة إنتاج مُستمرة تضمن انتاجا فائق النضارة والنظافة، ومن دون استخدام أي مُبيدات أو مواد كيماوية.     

وسيحظى المسافرون على رحلات «طيران الإمارات» والناقلات الجوية الأخرى بتناول الخضروات الطازجة (التي تشمل الخس، الجرجير، السبانخ ومكونات السلطة)، في الأجواء اعتباراً من شهر يوليو الجاري.

إلا أن مزايا الثورة التي ستحدثها «بستانِكَ» في عالم الزراعة لن تقتصر على المسافرين في الأجواء فقط، إذ ستتاح الفرصة قريباً للمستهلكين في دولة الإمارات إضافة هذه الخضروات الورقية إلى عربات التسوق الخاصة بهم في محال السوبرماركت الرئيسية، كما تُخطط «بستانِكَ» أيضاً لمواصلة التوسع في إنتاج وبيع الفواكه والخضراوات.  

 وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ «طيران الإمارات» والمجموعة: «يُعد التمتع بمستويات عالية من الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي على المدى الطويل عاملين حيويين للنمو الاقتصادي المستدام ولهذا فهما يحظيان بالأولوية في دولة الإمارات، حيث تتم مواجهة التحديات المرتبطة بشح الأراضي القابلة للزراعة وقسوة المناخ من خلال حلول مبتكرة واستراتيجيات متكاملة لمواصلة تعزيز الأمن الغذائي”.

وأوضح سموه أن «بستانِكَ» تدعم الجهود المبذولة لتعزيز معدلات الاكتفاء الذاتي، كما أن إطلاقها يؤذن بدخول حقبة جديدة من الاستثمار في الابتكار بالقطاع الزراعي، تماشيا مع الاستراتيجيات التي تنتهجها الدولة لتعزيز الأمن الغذائي والمائي.   

وأضاف سموه: «تستثمر “الإمارات لتموين الطائرات” بصفة مستمرة في أحدث التقنيات لإسعاد مسافرينا، وتعظيم عملياتنا، وتقليل الأثر البيئي الناجم عن أنشطتنا، حيث ستساهم مزرعة «بستانِكَ» في تأمين سلاسل الإمداد والتوريد التابعة لنا، وضمان قُدرة مسافرينا على التمتع بمنتجات غذائية عالية الجودة مُستمدًة من مصادر محلية. ومن خلال تقريب الإنتاج إلى موقع الاستهلاك، نُقلل مسافة الرحلة التي يقطعها الطعام من المزرعة إلى الطاولة. وأود أن أتقدم بالتهنئة إلى فريق «بستانيكا» على انجازاتهم اللافتة ونجاحهم في ترسيخ معايير متفوقة جديدة في علوم الزراعة».   

وبدوره قال كريج راتاجزيك، الرئيس التنفيذي لشركة «كروب وان»: «تعد مزرعة “بستانِكَ” ثمرة خطط مكثفة وعمليات إنشائية ضخمة تم خلالها التغلب على العديد من التحديات غير التقليدية، ويسعدنا أن نحتفل بإطلاق هذه العلامة الفارقة الكبرى مع “الإمارات لتموين الطائرات”، شريكنا في هذا المشروع المشترك».

وأضاف كريج راتاجزيك بقوله: تتمثل مهمتنا في بناء مستقبل مستدام يتم فيه تلبية الطلب العالمي على الطعام المحلي الطازج. وتُعد هذه المزرعة الضخمة الجديدة برهانا على التزامنا بتنفيذ هذه المهمة، حيث ستكون المزرعة نموذجاً لمشاريع مماثلة في مختلف أنحاء العالم».  

وقد جهزت المزرعة بنظام الدائرة المُغلقة للري بهدف تعظيم مستويات كفاءة استخدام المياه، حيث يتم ضخ الماء إلى النباتات، وعنما يتبخر الماء، يُستعاد ويُعاد تدويره في النظام، ما يؤدي إلى توفير 250 مليون ليتر من الماء سنوياً، بالمقارنة مع الزراعة الخارجية التقليدية التي تُنتج نفس كمية المحصول.  

   ولن تؤثر عمليات «بستانِكَ» على الإطلاق على موارد التربة العالمية المُهدًدة، كما أن معدل استهلاكها للمياه منخفض بشكل مذهل، وانتاجها للمحاصيل مستمر على مدار العام من دون أن تتأثر بالأحوال الجوية والحشرات. وبوسع المستهلكين الذين يشترون خضروات «بستانِكَ» الورقية من المتاجر أن يأكلونها مباشرة من دون الحاجة حتى إلى غسلها لأنه تم إنتاجها وتعبئتها ضمن أفضل البيئات الصحية.