سليم الحص بذمة الله لبنان فقد رجل دولة حمل هموم الوطن بكل نزاهة وصدق وشرف لم يساوم يوماً على مبادئه أو خذله ضميره الوطني الحي
سليم الحص بذمة الله
لبنان فقد رجل دولة حمل هموم الوطن بكل نزاهة وصدق وشرف لم يساوم يوماً على مبادئه أو خذله ضميره الوطني الحي
غيب الموت اليوم الرئيس الدكتور سليم الحص، بعد حياة كانت مليئة بالعطاء والحكمة تمكّن خلالها من إدارة البلاد في فترات عصيبة من حياة الوطن، فكان “ضمير لبنان” في كل ما قام به من خلال تسلمه مسؤولياته الوطنية.
فارق الرئيس الحص الحياة في الوقت الذي يحتاج فيه لبنان إلى أمثاله ليقودوا سفينته الى بر الامان وسط الأمواج التي تتقاذفها من كل جهة وصوب.
“مؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث” الذي آلمها رحيل الرئيس سليم الحص تتقدم من عائلتيه الكبيرة والصغيرة بآحر التعازي، سائلا المولى أن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم محبيه الصبر والسلوان.
وفي ما يلي نبذة عن حياة الراحل الكبير.
كان الحص رئيسا للوزراء مرّات عدّة، كما تولّى وزارات الصناعة والنفط، الاقتصاد والتجارة، التربية، العمل، والخارجية، وكان نائباً عن بيروت.
ونعى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى اللبنانيين دولة الرئيس سليم الحص الذي رحل “في أصعب وأدق مرحلة يحتاج فيها لبنان إلى ضميره وحسه الوطني والعروبي وإلى حكمته ورصانته وحسن إدارته الشأن العام”.
واعتبر ميقاتي “الكتابة عن الرئيس سليم الحص مهمة صعبة وسهلة في الوقت ذاته، صعبة لأن كل الكلمات لا تفيه حقه، وسهلة لأنه بحر من العطاء في حياته المهنية”.
ولفت إلى ان “الحص كان اقتصادياً بارزاً ومثال الخبرة والاخلاق والعلم، يضع المصلحة العليا ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار وكان متجرداً وموضوعياً ودستورياً بامتياز.
الرئيس الحص الذي وصل إلى أعلى ما يمكن أن يصل إليه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه ليصل إلى أعلى درجات العلم، وأرفع المناصب، ليكون رئيس حكومة ناجحاً في لبنان، ويستحق بعد سنوات من العطاء والتضحية لقب” ضمير لبنان” ويدخل الى الابد في وجدان اللبنانيين”.
ونعى الرئيس تمام سلام الحص وقال: “قامة وطنية كبيرة من بيروت ومن لبنان رحلت اليوم ورحل معها الصدق والنبل والاستقامة وعفة النفس. الرئيس سليم الحص خدم وطنه بأمانة واخلاص وبسلاح الموقف الذي اعتبره واعتمده في مواجهة السلاح الغير شرعي وقوى الامر الواقع. بيروت هي مدينته وعرينه وحاضنة مسيرته الزاخرة بالعلم والاخلاق مترفعاً عن الصغائر ، همه الانسان وكرامته وحقوقه. رحم الله هذه النفس الابية والكريمة والسامية واسكنها فسيح جناته”.
ونعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس السابق الدكتور سليم الحص قائلاً : في الزمن الذي يفتقد فيه لبنان الى النقاء والصفاء والقامات الوطنية الشامخة ، يفقد الوطن قيمة من قيمه الإنسانية التي جمعت كل تلك الخصال وأكثر …دولة الرئيس الدكتور سليم الحص، رجل الدولة والإنسان في ذمة الله .
الى اللبنانيين عامة وأبناء العاصمة بيروت أسمى آيات العزاء وللراحل الكبير الرحمة ، وإنا لله وإنا اليه راجعون .
ونعى المفتي دريان الرئيس الحص وقال : برحيله خسر لبنان والوطن العربي رمزا كبيراً وركناً سياسياً مرموقا
نعى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الرئيس سليم الحص العضو الطبيعي في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، ووصفه ب”الرمز الوطني والعربي الكبير الذي عمل بكل جهد وإخلاص وتفان لوطنه”، وقال: “برحيل الرئيس سليم الحص خسر لبنان والوطن العربي والعالم الإسلامي رمزا كبيراً وركناً سياسياً مرموقاً، عريقا في عروبته وفي وطنيته وإيمانه، رجلا مميزا في مواقفه الشجاعة والحكيمة، وترك إنجازات تاريخية مشرقة ومشرفة في لبنان”.
أضاف: “ان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى خسر ركنا من أركانه، وكان للرئيس المرحوم سليم الحص دور مميز في الحياة السياسية وهو رجل العلم والسياسة والاقتصاد والمال والثقافة والأدب وله العديد من المؤلفات السياسية والوطنية، رحمه الله وتغمده بواسع رحمته وادخله فسيح جناته وأنزله منازل الأبرار مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أُولئك رفيقاً، وإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجِعون”.
كما نعى حسن نصرالله الرئيس الحص وقال : كان رمزا وطنياً للنزاهة وسنداً للمقاومة ومؤيداً لها وتوجه بالتعزية برحيل الرئيس سليم الحص للشعب اللبناني ولعائلته، معتبرا أنه “كان عنواناً كبيراً ورمزا وطنياً للنزاهة والمقاومة وكان سنداً للمقاومة ومؤيداً لها حتى اللحظات الأخيرة من عمره”.
كما نعت اسرة مؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث الرئيس سليم الحص وقالت :
“لقد انهار لبنان عندما غابت عنه رجال الدولة امثال دولة الرئيس سليم الحص في النزاهة والوطنية.
وبوفاته يخسر لبنان رجل دولة بامتياز، صمد وناضل للحفاظ على الدولة ومؤسساتها في أصعب وأحلك الظروف. إنّا لله وإنّا إليه راجعون”.
“نتقدم من اللبنانيين عموماً ومن عائلة الرئيس سليم الحص خاصة وآل الحص ولأهلنا في بيروت وللشعب اللبناني أحرّ التعازي”. ونسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحماته ويسكنه فسيح جنانه.
نبذة عن حياة الراحل الكبير
من مواليد ٢٠ كانون الاول ١٩٢٩
شغل منصب رئاسة الوزراء خمس مرات، مرتان في عهد الرئيس الياس سركيس ومرة في عهد الرئيس امين الجميل ومرة في عهد الرئيس الياس الهراوي ومرة في عهد الرئيس اميل لحود.
تولى خمس حقائب وزارية بين الاعوام ١٩٧٦ و٢٠٠٠ هي حقائب الخارجية والمغتربين، الصناعة والنفط، الاعلام والاقتصاد والتجارة،التربية الوطنية والفنون الجميلة والعمل.
انتخب عضواً في مجلس النواب لدورتين متتاليتين. وقام بدور مهم في إقرار اتفاق الطائف.
عضو عمدة دار الأيتام الإسلامية
عضو مجلس امناء صندوق العون القانوني للفلسطينيين 2003
أمين عام منبر الوحدة الوطنية 2005
رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لمكافحة الفساد 2005
عضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية2007
عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى
عضو مجلس أمناء جامعة المنار في طرابلس (مؤسسة رشيد كرامي للتعليم العالي)
له ١٩ مؤلفا :
The Development of Lebanon’s Financial Market
(بيروت، 1974)،
نافذة على المستقبل (بيروت، 1981)
Lebanon : Agony & Peace (لبنان المعاناة والسلم) بالإنكليزية (بيروت، 1982)
لبنان على المفترق(بيروت، 1983)
نقاط على الحروف (بيروت، 1987)
حرب الضحايا على الضحايا (بيروت، 1988)
على طريق الجمهورية الجديدة(بيروت، 1991)
عهد القرار والهوى (بيروت، 1991)
زمن الأمل والخيبة (بيروت، 1992)
ذكريات وعِبَر(بيروت، 1994)
للحقيقة والتاريخ(بيروت، 2000)
محطات وطنية وقومية(بيروت، 2002)
نحن والطائفية(بيروت، 2003)
عصارة العمر(بيروت، 2004)
صوتٌ بِلا صدى(بيروت، 2004)
تعالوا إلى كلمة سواء(بيروت، 2005)
سلاح الموقف(بيروت، 2006)
في زمن الشدائد لبنانياً وعربياً (بيروت، 2007)
ما قل ودلّ (بيروت، 2008)
متزوج من السيدة ليلى فرعون (توفيت عام 1990) ولهما ابنة وحيدة هي الاستاذة الجامعية الدكتورة وداد.