حفل الافتتاح التاسع والخمسين بعد المئة للجامعة الأميركية في بيروت يسلط الضوء على دورها وتأثيرها اليوم
أقامت الجامعة الأميركية في بيروت حفل افتتاحها التقليدي السنوي يوم الاثنين في الثاني من أيلول الجاري. وبمناسبة بداية العام الدراسي الجديد، حضر الحفل أعضاء من مجلس أمناء الجامعة وقيادتها وأساتذتها وموظفوها وطلابها، ورُحّب بهم إلى عام آخر من التميز والخدمة والابتكار.
بعد الموكب الأكاديمي الرسمي، ألقى رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري خطاب الاحتفال. وكان الخطاب بعنوان “فوائد شكوكنا.” وهذا هو خطاب افتتاح السنة العاشر على التوالي الذي يلقيه خوري في الجامعة الأميركية في بيروت.
متكلماً عن الاحتياجات الحالية والمستقبلية للبنان والعالم ودور الجامعة الأميركية في بيروت في تلبيتها، حثّ خوري الحضور على السعي إلى الإيمان بالكياسة الأساسية وحتى بالطيبة عند الآخرين و”رؤية تلك الصفات التي تسمح لنا بأن نكون كرماء في الروح ونمنح الآخرين فوائد شكوكنا.” وأضاف، “إن مجرد محاولة فهم نوايا الآخرين، ومعاملتهم كأُخوة لنا في البشرية، مع عيوبهم وفضائلهم حيثما هي، ترفعنا، وتجعلنا أكثر قدرة على ملاحقة القضايا الخيّرة والعظيمة لكوكبنا.”
وقال خوري إنه يجب عدم التخلي عن القرن الواحد والعشرين باعتباره قرن الاستقطاب والصراع، بل يجب اغتنام فرصه الرئيسية لتصحيح المسار. وتحدث عن مهمة توفير منصات للتأثير في التعليم والبحث والفرص الاقتصادية، بالبناء على الاختتام الناجح لأكبر حملة رسملة لجامعة خاصة في المنطقة. وقال خوري أن الجامعة الأميركية في بيروت، بعد أن جمعت أكثر من ثمانمئة مليون دولار من خلال حملة بولدلي آي يو بي، عزّزت المساعدات المالية والعناية بالمرضى، ويسّرت حياة أفضل للعديد من الأفراد الذين لم يكن بإمكانهم تحمل تكاليفها.
وقال أن الجامعة أنشأت الجامعة الأميركية في بيروت – مديترانيو في بافوس، قبرص، واستحوذت على أول مستشفى مجتمعي على الإطلاق في مركز كسروان الطبي، وأطلقت الجامعة الأميركية في بيروت – أونلاين لتوسيع نطاق تقديماتها التعليمية والصحية. وأعلن خوري أيضا عن المرحلة المقبلة من مخطط فايتال الاستراتيجي لإطلاق كلّيات الهندسة المعمارية والتصميم، والفنون والعلوم الإنسانية، وعلوم الحوسبة والبيانات، خلال العقد المقبل. وقال، “إن النمو الاستراتيجي لتوسيع تأثيرنا المجتمعي هو أمر حيوي للحفاظ على رجاحة مهمتنا وجامعتنا.”
ومعتمداً أمثلة من تاريخ وعصور التحول العالمي، شدّد خوري على أهمية ربط التعليم الليبرالي بالابتكار في مؤسّسات التعليم العالي، في تشكيل القرن الواحد والعشرين.
وتحدّث خوري عن اختيار الجامعات الكبرى عبر التاريخ لرؤساء ذوي رؤية لدعم تثقيف وتوجيه وتمكين أجيال متنوعة للمساهمة في أميركا وفي عالم أفضل وأكثر اشتمالية، والتحدث بسلطة وشرعية وبصيرة أكبر عن أكثر العلل الاجتماعية إيلاما. وشدّد خوري على الدور المفصلي للقيادة الجامعية التي لا تختار تهدئة الآخرين تاركة “تحديات العالم الشائكة للسياسيين ولأسواق رأس المال.”
وتابع خوري، “إن تحديات اليوم معقّدة وضاغطة. مشاكل مثل الحرب وعدم المساواة والاحتباس الحراري هي بحجم سنحتاج معه إلى أفضل وألمع القادة في أوساط الأكاديميا والطلاب وأعضاء هيئة التعليم والموظفين والإدارة للانضمام إلى هذا النضال من أجل حل هذه المشاكل بكل عزم. هذا ما تمثلونه جماعياً اليوم.”
ودعا إلى اتباع نهج شامل للمواطنة ومعالجة المشاكل الشائكة، وسلط الضوء على الواجب الحيوي للجامعات لإعداد الجيل القادم لمواجهة التحديات الأساسية التي تواجهها البشرية. وأضاف، “نحن ندرك أنه حتى كل قوة الحوسبة والتعلم الآلي وكل الذكاء البشري والاصطناعي الذي يمكننا استنفاره لن يحدث حتى خدشاً حقيقياً في هذه التحديات من دون التزامنا وقيادتنا الحقيقيين والإنسانيين.”
وفي إشارة إلى الرئيس الثاني للكلية السورية الانجيلية، هوارد بلس، الذي حول الكلية إلى الجامعة الأميركية في بيروت وتحدث عن تحويل “الأطباء والمحامين والصيادلة إلى رجال” بدلا من العكس، دعا خوري إلى جعل عمل الجامعة الأميركية في بيروت ورسالتها ومنشوراتها مهمة، وتجسيد حقيقة أن طلاب الجامعة الأميركية في بيروت وأعضاء هيئة التعليم والموظفين قادرون تماما على المساهمة في عالم أفضل.
وختم خوري، “العالم مليء بالناس الذين ينبغي الاستماع إليهم، والذين يمكن تعليمهم، والذين يمكن كسبهم، والذين يمكنهم فعل الخير،” في إشارة إلى مهمة الجامعة وفلسفتها. وقال، “هذا هو جوهر الجامعة الأميركية في بيروت والتي ننتمي إليها جميعاً؛ مؤسسة نادرة نؤمن أنها قادرة عبر مواطنيها وخدماتها، على إلهام تطوير مجتمعات أفضل، حتى يتمكن أفرادها هم أيضاً من أن “تكون لهم حياة، وتكون حياة أفضل.”