منوعات

الإسكوا تطلق جهود بلورة رؤية وطنيّة للتعافي في اليمن

أطلقت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) اليوم مبادرة لدعم جهود بلورة رؤية وطنيّة للتعافي في اليمن، وذلك في اجتماع عُقد في العاصمة الأردنية عمّان، شارك فيه طيف واسع من ممثلين عن الصناديق والمنظمات الإقليمية والدولية الداعمة لليمن.

 

وتهدف المبادرة إلى توفير المساحة لإجراء حوار على المستوى الوطني لبلورة رؤية توافقيّة للتعافي والتنمية المستدامة. وستركز المبادرة بالتوازي على تعزيز قدرة المؤسسات العامة وتهيئتها للاضطلاع بدورها في مرحلة التعافي وما بعده، عبر تقديم الدعم الفني وتعزيز الشراكات.

 

وخلال الاجتماع، حذرت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي من أن اليمن يقف على مفترق طرق، مطالبة بإطلاق الجهود لتحقيق التعافي والتوصل إلى رؤية وطنية جامعة للتنمية، وذلك بموازاة الجهود المبذولة حالياً للتقدّم على المسار السياسي للوصول إلى تسوية سلميّة دائمة. وأكّدت على أهميّة التنسيق والتعاون في مرحلة ما بعد الصراع، مشيرة إلى أن استدامة التعافي ومنع العودة إلى الصراع يصبان في مصلحة اليمن والمنطقة العربية بأكملها.

 

ويأتي هذا الاجتماع في ظل التحديات العاتية التي تواجه اليمن بسبب النزاع. وجدير بالذكر أن اليمن، حتى قبل النزاع، كان مصنّفًا من ضمن أقل البلدان نموًا، أي تلك التي لديها أدنى مستويات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

 

ولقد أدّت سنوات النزاع في البلد إلى تفكيك المؤسسات والمجتمع، ودفعت باليمنيين إلى حافة المجاعة. فباتت هذه المؤسسات غير قادرة على قيادة جهود ما قبل التعافي، ناهيك عن وضع البلاد على مسار التعافي وإعادة الإعمار والتنمية. بدورها، تواجه الجهات المانحة والكيانات المتعددة الأطراف تحدّيات لوضع آليات ملائمة لتقديم المساعدات الإنمائية.

 

من جهته، شدّد وزير التخطيط والتعاون الدولي في اليمن واعد عبدالله عبدالرزاق باذيب على أهمية إعداد رؤية وطنية اقتصادية واجتماعية ومؤسسية تأخذ في الاعتبار المعطيات الوطنيّة وتضع ضمن أولوياتها استعادة مؤسسات الدولة وتحقيق السلام العادل والمستدام. كما اعتبر أن التعافي وإعادة الإعمار يتحققان عبر تعزيز التعاون مع شركاء اليمن الإقليميين والدوليين.

 

وشدد المشاركون على أهمية اتباع نهج طويل الأجل لمعالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وتذليل العوائق على مستوى الحوكمة في اليمن. كما أثنوا على أهمية إطلاق المبادرة في هذا الوقت بهدف حشد الدعم الفني والمالي لمساعدة اليمن.

 

وعرضت الإسكوا خلال الاجتماع الخطوات المقبلة والتي ستشمل مشاركة خبراء يمنيين يعملون معًا للتوصل إلى توافق حول رؤية طويلة الأمد للتعافي.