جامعة الروح القدس خرّجت دفعة “الثبات” وكرّمت “أبو سليم” ومنحت دكتوراه فخرية إلى جورج خبّاز
جامعة الروح القدس خرّجت دفعة “الثبات” وكرّمت “أبو سليم” ومنحت دكتوراه فخرية إلى جورج خبّاز
احتفلت جامعة الروح القدس – الكسليك بتخريج “دفعة الثبات Class of Fortitude” من طلّابها وطالباتها حاملي شهادات الإجازة والماستر والدكتوراه. وقد أطلق رئيس الجامعة الأب طلال هاشم دفعة العام 2024، خلال احتفالات التخرّج التي نظّمتها الجامعة في حرمها الرئيسي في الكسليك على مدى ثلاثة أيام.
وفي اليوم الثاني، كرّمت الجامعة الممثل صلاح تيزاني المعروف بأبو سليم، ركنًا من أركان الفن اللبناني الأصيل، عرفته الأجيال كاتبًا وممثلًا كوميديًا أتقن التربية والأخلاق عبر الفن. ولا يخفى على أحد ما لهذا الرجل من فضل على الفن الكوميدي الشعبي، من خلال آلاف الحلقات التلفزيونية وعشرات المسرحيات والأفلام السينمائية. وإيمانًا منه بأن جامعة الروح القدس عبر مكتبتها العامة هي الصرح الجدي الذي يمكن أن يحافظ على ذاكرة التراث اللبناني، وهب أرشيفه إلى مكتبة الجامعة لكي تكون أعماله وتراثه الفني في متناول الباحثين والطلاب. وقد نشرت له الجامعة بعضًا من مسرحياته في كتاب جديد. وقدّمت له درعًا تقديريًا عربون وفاء لمسيرته وعطائه الفني.
كما منحت الجامعة في الاحتفال الأخير دكتوراه فخرية إلى مبدع من لبنان الممثل والكاتب والموسيقي وأستاذ المسرح وخرّيج الجامعة جورج خباز، كعربون تقدير لفنان فريد من نوعه جسّد روح الصمود والإبداع اللبناني.
وقد بدأت الاحتفالات الثلاثة بالنشيد الوطني، تلاه صلاة ثم كلمات لمقدّمي الحفل وللطلاب المتفوّقين ولرئيس الجامعة، إضافة إلى وقفات موسيقية، قدّمها طلاب كليّة الموسيقى والفنون الأدائية والمسرحية في الجامعة.
الأب طلال هاشم
وبالمناسبة، ألقى رئيس الجامعة الأب طلال هاشم كلمة هنّأ فيها المتخرّجين متوجهًا إليهم بالقول: “يشرفني كثيرًا أن أقف أمامكم اليوم، دفعة “الثبات”، لتكريم إنجازاتكم وقدراتكم العظيمة في المستقبل. اسم دفعتكم يعبّر حقًا عن تجربتكم. بالفعل، الثبات هو الشجاعة في مواجهة الشدائد. إنه الصمود في الأوقات الصعبة، القوة للاستمرار في المحاولة عندما يستسلم الآخرون. التحديات التي واجهتموها قد ساهمت في تشكيل حياتكم. لقد علّمتكم دروسًا لا يمكن لأي فصل دراسي أن يعلّمها. لقد تعلّمتم كيف تتكيفون، وتثابرون، وتزدهرون، وهذا سيخدمكم جيدًا في الحياة. اليوم هو يوم للتعبير عن امتناننا لسماتكم المميزة، وقبل كل شيء، لكل من ساعدكم لتحقيق ذلك: عائلاتكم التي كانت دعمكم الدائم؛ الهيئة التعليمية التي أرشدت رحلتكم الأكاديمية، الإداريين والموظفين الذين شكّلوا بيئة تعلّمكم”.
كما دعاهم الأب الرئيس إلى “أن يكونوا أنفسهم”، مشيرًا إلى الفرص العديدة المتاحة الآن في العالم. وحثّهم على بناء لبنان الغد ومواصلة الحلم الكبير والتحلّي بالجرأة، متمنيًا لهم حياة مليئة بالأهداف والنجاحات.
وفي الختام توجّه بالتهنئة إلى أهالي المتخرّجين مؤكدًا أن الجامعة أكملت مسيرتهم، وقال: “أولادكم كانوا أمانة في جامعتنا وكان همّنا الوحيد المحافظة على هذه الأمانة وتزويدهم بالمهارات العلمية والعملية اللازمة، ليكونوا فاعلين في المجتمع وتتكلل أعمالهم بالنجاح فيما بعد أينما حلّوا، في لبنان أو خارجه”، مشدّدًا على “أن المعارف التي اكتسبوها في الجامعة ستأهلّهم للتفوّق، لكن الأهم القيم الإنسانية والروحية التي غرستها فيهم الجامعة، القيم التي تتمسكون بها أنتم الأهالي، القيم التي تتسّم بها جامعتنا والرهبانية اللبنانية المارونية، ليبدؤوا فصلًا جديدًا من حياتهم مليئًا بالطموح والأمل وليسعوا وراء تحقيق أهدافهم وأحلامهم ويساهموا في بناء مجتمع صالح وأفضل”.
خبّاز
وبعد منحه الدكتوراه الفخرية من رئيس الجامعة الأب طلال هاشم ونائب الرئيس للشؤون الإدارية الأب إدوار القزي، ألقى خباز كلمة حيّا فيها دور جامعة الروح القدس التعليمي الرائد، مشيدًا باختصاصاتها المتنوعة في المنهج الفني التي تميّزت به عن سائر الجامعات، وبأمانتها في المحافظة على التراث والإرث الفني اللبناني الكبير. وتحدث عن تجربته التعليمية المميزة في ربوعها، واصفًا إياها بالمكان الحاضن كبيته، المكان الذي يشعر فيه بالمعنى الحقيقي لوجوده فنيًا وإنسانيًا وإيمانًا… وأثنى على المبادرة التي تقوم بها الجامعة لاستقطاب “كل أرشيف يوثّق مراحل أساسية من تاريخ لبنان، لتصبح ملجأ لكل عمل ممكن أن يضيع مع الزمن… جامعة الروح القدس حاربت النسيان، نسيان جوهر الإيمان، نسيان هوية الفن، نسيان الحلم بوطن أفضل”.
وأضاف: “حين تبلغت أن الجامعة ستكرّمني في حفل تخرّج هذه الدفعة الجميلة من الطلاب، تأكدت أن جامعة الروح القدس ما زالت مستمرة بمشوار الوفاء وضخ جرعات الأمل في نفوس الشباب، لأنها بتكريمها لي، تكرّم كل الشباب الذين يعملون في الليل ليتعلّموا في النهار، كل الشباب الذين أهلهم قدموا الكثير من التضحيات ليأمنوا لهم العلم والمعرفة، كل الشباب الطموحين الشغوفين الذين بدأوا من الصفر ويريدون أن يردّوا الجميل لأهلهم وجامعتهم ووطنهم”.
وتابع: “أغتنمها فرصة اليوم لأشكر أهلي على محبتهم وتضحياتهم وأهديهم هذا التكريم. كما أشكر جامعتي على وقوفها إلى جانب الطلاب والأهل في كل هذه الظروف الصعبة، مع الحفاظ على مستواها التعليمي والثقافي، خاصًّا بالذكر الأب العام هادي محفوظ الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية ورئيس الجامعة الأب طلال هاشم وجميع الآباء وفريق العمل الذين يسعون مع الطاقة الإغترابية اللبنانية إلى الحفاظ على القطاع التربوي وعلى جامعة منعت منذ تأسيسها احتكار العلم لطبقة معينة… كما أشكر في الختام كل فنان ساهم في تعزيز وطنيّتي وانتمائي لبلدي من خلال الشعر والموسيقى والمسرح وكل أنواع الفنون …”
وتوجًه إلى الطلاب بالقول: “كونوا أوفياء لأهلكم ولجامعتكم ولوطنكم، لأنه بدون الوفاء لو مهما نجحتم، تبقى نجاحاتكم باطلة”.
وفي ختام الحفل تمّ توزيع الشهادات على المتخرّجين والتقاط الصورة التذكارية وأقيم حفل استقبال بالمناسبة.